ساكنة مشرع بلقصيري تستأنف احتجاجاتها السلمية والسؤال أين وعود البرلمانيين وكبار المنتخبين ؟

عبد القادر زعري
نفذت عدد من الإطارات السياسية والنقابية والجمعوية، بمشرع بلقصيري وقفة احتجاجية، استجابت لها ساكنة مشرع بلقصيري من أجل تحقيق مجموعة من المطالب الاجتماعية.
الاحتجاجات مرت في ظروف عادية، كما أن سلطات المدينة وكالعادة لا زمت الحياد. وهذه الصورة من السلوك الاحتجاجي السلمي، وعدم اعتراض السلطات، من الأمور التي تتميز بها المدينة ومنذ مطلع التسعينات. فالاحتجاجات كانت دوما سلمية وفي إطار القانون.
وكان عدد من تلك الإطارات النظيمية، قد سطروا برنامجا نضاليا، في اجتماعها ليوم 10 يونيو بمقر حزب الاستقلال. والذي دشنته بوقفة احتجاجية أمام كل من مقر المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، وبهو البلدية، وتلته محطات أخرى.
مدينة مشرع بلقصيري، عرفت نموا ديمغرافيا كغيرها من مناطق المملكة منذ مطلع الستينات ، لكن هذا النمو لم يوازيه تطور في نسبة النمو بها. فهي ظلت ومنذ الاستقلال لا تمثل سوى خزان انتخابي للراغبين في بلوغ البرلمان وما فيه من نعم، وبالتالي كانت نتيجة جيش البرلمانيين الذين مثلوها هي والدةائر التشريعية المحادية لها، مع تعاقب الولايات التشريعية، ما يقارب الصفر، باستثناء فترات متقطعة من أبرزها عهود رجال  قلائل منهم المرحوم محمد فكري، الذي أعطى ورحل دون أن يستفيد. وليعذرنا من سقط عنا اسمه من ذوي المروءة والإخلاص. 
كما أن المدينة والدوائر المحيطة بها والجماعات، لم تستفد من إلحاقها بجهة جهة الرباط سلا القنيطرة، ولم تحتل أي حيز في برنامج الجهة التنموي، خلافا لفلسفة الجهوية التي كان قد وضعها الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله، إذ ظلت المدينة مجرد نقطة على الهامش، وظل مستشاروها ببرلمان الجهة بلا دور يُذكر.
أداء المجالس المحلية المنتخبة بالمدينة، والتي تجدها نفسها دوما في الواجهة وتحمل الحرج، ظل حبيس تحقيق حكامة جيدة في التسيير، والتعامل مع موارد مالية محدودة، وظلت جهود المجالس محرومة من سند كبار المنتخبين بالعاصمة ولدى دوائر القرار السياسي. 

للمدينة مجلس محلي في الواجهة نعم. لكن المدينة أيضا محتاجة لممثليها بمجلس الجهة وفي البرلمان. فالتنمية المحلية جهد جماعي ومسؤول ولها إطار قانوني وتنظيمي متكامل، وعلى الجميع المساهمة فيه، كل في دائرة اختصاصه، وكل حسب مستوى مسؤوليته. ومطالب الساكنة تظهر ليستجيب لها الجميع ولو بالاستماع والإنصات، وليس لتتم مراقبتها من بعيد وربما لتوظيفها في مناورات انتخابية فارغة.
كبار المنتخبين ولتبرير رغبتهم للالتحاق بالبرلمان كانوا ولا يزالون يتدرعون أثناء الحملات الانتخابية، بأن تحقيق التنمية بالمدينة، يحتاج إلى رجال لهم علاقات بالعاصمة الرباط، وبكبار السياسيين والوزراء، ويقدمون أنفسهم أنهم هم المؤهلون لهاته المهمة. لكن ولحد الساعة، وعلى مدار تاريخ المدينة ومنذ الاستقلال، الوحيد الذي نجح في إسماع اسم المدينة في العاصمة وفي عموم المغرب، لم يكن سوى فريق عمل بلقصيري في عهده الذهبي. رحم الله أبطاله وبارك في عمر الباقين وكلهم خلقوا المجد وطحنهم الإهمال.

ذهبت كل تلك الوجوه من الأعيان وكبار الملاكين وتلاشت وعودهم، فيما بقي النادي وحيدا ممسكا بذكريات جميلة، ومعه بقيت المدينة غارقة في همومها ومناوشات الصراعات الحزبية، والجميع يعيش على هامش اهتمامات لا البرلمان الجهوي الذي خُلق لتحقيق التوازن بين الهامش والمحيط، ولا كبار المنتخبين الذين انتُخبوا للنهوج بالتنمية المحلية والدفاع عنها في أوساط العاصمة كما يدعون. 









تعليقات

  1. Play Baccarat at the Roo-La Hotel | Wilbur City
    Play Baccarat at the Roo-La Hotel. Play Now. 1. 2. 3. 4. 5. 6. 7. 바카라 8. 9. 10. 11. 인카지노 12. 13. 14. 15. 16. 17. 18. 19. 20. worrione 21. 22. 23. 24. 25. 26. 27. 28. 29.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ المغرب .. الثائر أحمد الريسوني

مقتل الجنرال الدليمي .. هل تم تفجير سيارته بواسطة قنبلة موقوتة حولت جسده إلى أشلاء ..

10 إستراتيجيات للتحكم في الشعوب في كتاب لنعوم تشومسكي